The King
المساهمات : 23 تاريخ التسجيل : 18/06/2008
| موضوع: إختطاف عقل الجزء الرابع الأربعاء يونيو 18, 2008 3:37 pm | |
| [ شباك عنكبوتية ]
أخذ معاذ وقتا قليلا يقلب الجهاز.. ثم قال لعمر : - يبدو أنك لا تستخدم الانترنت.. أليس كذا ؟ قال عمر : - صحيح.. وأنت ؟! أجابه معاذ : - أنا أستخدمه منذ سنتين.. بادره عمر قائلا : - رائع.. كم كنت أريد التعرف على هذه الشبكة..! هل من الممكن أن تعلمني التعامل معها ؟! - طبعا طبعا يا صديقي.. !! قالها معاذ بكل حماس !!
ترررررن.. رن جوال عمر.. (فالزم رجليها) يتصل بك!! حاول عمر إخفاء الجوال عن صاحبه.. وقال بكل ضجر : - أووووف.. يا للإزعاج ! حاول معاذ أن يبدو مهذبا فقال: - إن كانت أمك فيجب أن تجيب ! تجاهل عمر اتصال أمه لأول مرة في حياته ..!! قال معاذ بخبث : - أمك إلى الآن تتصل بك إذا تأخرت؟! أنا لا أذكر أن أمي اتصلت بي يوما !! ابتسم عمر.. ثم نظر في جهاز الحاسب وقال لمعاذ : - الانترنت ممتع أليس كذلك؟ - بلى.. هو ممتع جدا جدا.. وسترى بنفسك ! سكتا برهة.. ثم قال معاذ : - الآن جهازك يا عمر جاهز للدخول إلى عالم الانترنت.. سأفتح أحد المواقع للتأكد من الإعدادت.. عمر يتأمل في الشاشة.. (موقع الشات الأول عربيا) قال عمر: - معاذ.. مامعنى موقع شات؟! أجابه معاذ : - لا تستعجل يا عمر.. اكتشفه بنفسك لاحقا !!
[ عمر.. ملك الحب ! ]
انقضت الليلة.. وعاد عمر إلى البيت.. الساعة حينها تشير إلى ١٢ ليلا.. لما دخل عمر وجد أمه تنتظره بلهفة وشوق.. فسألته مباشرة بحنان الأم : - أين كنت ياعمر؟!! اتصلت على هاتفك فلم تجب !! أجابها عمر بصوت مرتفع وقد قطب جبينه : - أوووووه.. لا أدري إلى متى تظنين أني طفل !! ذهب عمر إلى غرفته وقد تأبط حاسوبه المحمول.. وترك أمه في بحر من التعجب والحيرة من هذا الأسلوب الذي خاطبها به .. إضافة إلى الحزن الذي يلفها بعد وفاة أبيها !! دخل عمر غرفته.. وفي شوق عارم اتصل بالانترنت.. تناقلت أنامله على لوحة المفاتيح.. (موقع الشات الأول عربيا).. دخله عمر وحب الاستطلاع دافعه الوحيد.. تردد كثيرا في اختيار الاسم.. اتصل بصديقه معاذ: - معاذ.. هل يجب علي أن أضع أسمي الحقيقي حتى أشارك؟! ضحك معاذ وقال : - لا يا صديقي.. سأقترح عليك اسما جذابا.. ما رأيك باسم : (ملك الحب) ؟! سكت عمر برهة.. - ألو .. عمر!! - نعم نعم إنه اسم رائع وجذاب.. قال له معاذ : - لحظات وسأدخل أنا أيضا.. وستراني باسم (الحنون)..!! انتهت المكالمة وصار عمر يتأمل في الشاشة : (العاشق) (قمر ١٤) (عاشقة الورد)... (الحنون) : - أوه هذا معاذ ! اشتركا في نافذة خاصة : الحنون : مرحبا بك ياملك الحب! ملك الحب : أهلا وسهلا ! الحنون : ما رأيك ؟ ملك الحب : أظن أنه شيء ممتع! الحنون : ليس بعد! سترى المزيد.. سترى المزيد!!
[ محاولات إنقاذ ! ]
تتابع ذهاب عمر وإيابه مع معاذ.. وأمه تراقبه يبتعد عنها يوما بعد يوم.. لم يهنأ لها نوم.. لكنها لا تملك من الأمر شيء.. قاربت الإجازة على الانتهاء.. عمر الآن سينتقل للصف الثالث الثانوي.. قالت له أمه : - عمر.. كما أنك أسعدتني بحفظ القرآن أسعدني ياولدي ببذل المزيد من الجهد كي تحصل على درجات عالية تؤهلك للدخول إلى الكلية التي تريد..!! قال عمر : - حاضر.. أية أوامر أخرى ؟! سكتت أمه ودعت له بالتوفيق ! بهذا التنبيه تذكر عمر زملاءه في الحلقة.. الذين ملأت أرقامهم سجل المكالمات التي لم يرد عليها في جواله.. ولكنه أجاب عن نفسه : أنا مشغول الآن سأتصل بهم لاحقا ! انتهت الإجازة.. وبدأت السنة الدراسية.. عمر ومعاذ في نفس الفصل.. كان عمر - فيما سبق - يذهب إلى المدرسة برفقة خاله محمد.. لكن في هذه السنة حصل خاله على دورة تدريبية لمدة شهر في إحدى الدول الأوروبية ! عمر صار يروح ويغدو مع صاحبه معاذ.. تغير مظهره وتحولت أخلاقه وتبدلت ألفاظه.. شعر بذاك معلموه في المدرسة.. ولكن لم يتكلف أحدهم أن ينصحه ويذكره بما كان عليه..! - مدرستنا فيها ١٠٠٠ طالب أتابع من وأنصح من ؟! هكذا قال المرشد الطلابي حين جاءه أحد الطلاب المتفوقين في المدرسة شاكيا حال صديقه عمر.. كان عمر يجلس في مؤخرة الفصل مع معاذ (وأشكاله) !! هذا في المدرسة.. أما خارج المدرسة فلا تسل عن حاله..!! صار السهر سجية له.. أنيسه في غرفته شاشة يذهب من خلالها حيث شاء.. يتربع أمامها حتى قبيل الفجر ثم ينام ! وفي أحد الأيام بعد أن عاد عمر من المدرسة تناول وجبة الغداء ونام.. ولم يستيقظ إلا على صوت (الأغنية) التي جعلها كنغمة رنين لهاتفه.. نظر في الساعة فإذا هي الساعة الخامسة مساء.. نظر في اسم المتصل فإذا به يرى اسم أحد المشرفين في الحلقة.. رمى عمر بالجوال وعاد إلى النوم ! استيقظ مرة أخرى على نفس الصوت ولكن الساعة هذه المرة تشير إلى الثامنة مساء.. نظر عمر في الشاشة : - أوووف.. هو مرة أخرى ! ضغط عمر على الزر الأخضر : - نعم .. - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - وعليكم السلام .. سأله عن حاله وحال والدته.. ودعا لجده بالرحمة والمغفرة.. ثم قال له : - نحن نفتقدك كثيرا يا عمر ! وزملائك يسألون عنك دوما.. لم يعرف عمر بماذا يجيب.. فبادره المشرف قائلا : - أتمنى أن يكون المانع خيراً ؟! - نعم نعم.. هو كذلك بإذن الله.. انتهت المكالمة.. قرر عمر بعدها أن يغير رقم جواله !!
[ دعوة.. لشرب الدخان ! ]
وفي أحد الأيام.. قام معاذ بمرور عمر للذهاب إلى المدرسة كالعادة.. وقف معاذ عند الباب.. اتصل بعمر فلم يجب.. اتصل مرة أخرى.. فلم يجب.. اتصل مرة ثالثة.. وفي آخر الرنين أجاب عمر.. فدار هذا الحوار : - نعم يا معاذ.. - صباح الخير.. وينك يا (....) !! - الله يلــ ... يامزعج.. دعني أرتاح !! - هيا أخرج بسرعة تأخرنا.. هيا أنا أنتظرك ..!! - بصراحة أشعر برغبة في الغياب !! - حقاً ؟! أنا أيضا أشعر برغبة في الغياب.. - رائع يا معاذ.. خصوصا أن اليوم هو موعد تسميع المقطع الذي طالبنا أستاذ القرآن بحفظه !! - حسنا هيا أخرج.. أنا أنتظرك.. استعجل ! لبس عمر ثوبه سريعاً وسحب معه ثلاثة كتب وخرج مسرعا.. ركب عمر.. ورمى بكتبه في الخلف.. وانطلق معاذ بسرعة.. توقفا عند أحد المطاعم.. تناولا إفطارهما ثم خرجا من المطعم.. مشى معاذ بجانب أحد (الجدران) ثم جلس خلف إحدى السيارات.. وأخرج (علبة السجائر) وسحب منه (سيجارة) وأشعلها.. صعق عمر.. وتفاجأ من هذا المشهد.. لم يكن يعلم أن معاذ يدخن !! أخذ معاذ ينفث الدخان بجانب عمر.. فلما استنشق عمر تلك الرائحة الخبيثة.. تعرّف عمر على هذه الرائحة..!! حاول عمر أن يتذكر أين استنشق تلك الرائحة..!! سأله معاذ : - كم الساعة ؟ لم يجبه.. كرر معاذ السؤال.. وعمر ساكت يفكر !! حينها.. وجد عمر الإجابة.. وقال في نفسه : إنها رائحة أبي الكريهة !! - عمر.. عمر !! انتبه عمر : - نعم.. نعم.. - ماذا بك يا صديقي ؟! - لا شيء.. الفطور كان جيداً !! ضحكة ملأت ملامح معاذ والدخان يتطاير من فيه وأنفه !! قال عمر وحب الاستطلاع قد عاد إليه من جديد : - يبدو أنك تشعر بلذة ؟! - نعم.. إحساس رائع يا عمر !! هل تجرب واحدة ؟! في هذه اللحظات سكت وعمر.. وبين عينيه صورة والده الغليظ.. صمت عمر ثم صمت !! وأنقذ الموقف رنين جواله.. أخرجه مباشرة من جيبه.. نظر في الشاشة : ( فالزم رجليها ) يتصل بك.. ابتهج عمر باتصال أمه رغم أن الاستغراب يملأ عقله.. فليس من عادة أمه أن تتصل به في الصباح لأنها تعلم أن ابنها في المدرسة.. أهمل عمر اتصال أمه وأغلق جواله !
[ وجاءت الاختبارات ! ]
ها هي الاختبارات النهائية على الأبواب.. عمر لا يفقه شيئاً مما درسه.. وكتابه بيضاء نقية لم يكتب عليها حرفاً واحداً سوا ما كان من (ذكريات) وعبارات لا معنى لها ! في أحد الأيام من الأسبوع الأخير الذي يسبق الاختبارات.. دخل عمر ومعاذ إلى الفصل والطلاب يتوجهون إلى المصلى كي يؤدوا صلاة الظهر.. قال عمر: - لا أدري يا معاذ كيف سنذاكر ومن أي شيء نذاكر ؟! أجابه معاذ بعبارات تغرق بالا مبالاة : - لا تهتم يا صديقي.. المسألة أبسط مما تتصور !! وقعت عينُُ معاذ على حقيبة عبدالملك (أحد الطلاب المتفوقين في الفصل) : - عمر.. الحل سهل جداً !! - وما الحل ؟ - أرأيت حقيبة عبدالملك ؟! - ماذا تقصد يا معاذ ؟! - لا عليك.. اليوم العصر سآتيك بالحل !! خرج معاذ إلى المصلى وجلس في الصفوف الأخيرة.. انتظر معاذ كي يأتي يجلس بجانبه كالعادة إلا أن معاذا قد تأخر !! دقيقة وأقيمت الصلاة.. صلى عمر (أو أدى حركات الصلاة).. وبعد الصلاة توجه إلى الفصل فلم يجد معاذ.. ولا حقيبته.. ومكانه فارغ.. ولم يحضر الحصة الأخيرة !! في المساء.. جاء معاذ إلى عمر وأعطاه عدداً من الدفاتر والكتب.. وقال وهو يبتسم : - ألم أقل لك أن الحل سهل ؟! خذ ذاكرها جيداً .. أخذها عمر.. تصفحها فإذا به يقرأ على غلاف كل واحد منها : ( اسم الطالب : عبدالملك...) !! - سرقتها إذاً ؟! هكذا خاطب عمر نفسه.. لكنه وجد من نفسه وهواه ما يدفعه لأخذها.. فصمت.. وأخذها ! بدأت الاختبارات وعمر قد جعل ليله فيها نهاراً.. ونهاره ليلاً.. وصار يبذل بعض وقته للمذاكرة..! انقضت فترة الاختبارات بسلام.. وها قد حان موعد استلام النتائج.. ذهب عمر ومعاذ لاستلام نتائجهما.. اكتشف معاذ أنه قد رسب في عدد من المواد.. أما عمر فقد نجح ولكن.. بنسبة ضعيفة جداً لا تؤهله للقبول حتى ولو في ورشة نجارة !! | |
|