The King
المساهمات : 23 تاريخ التسجيل : 18/06/2008
| موضوع: اختطاف عقل الجزء الأول الأربعاء يونيو 18, 2008 3:02 pm | |
| [ اختـطـافُ عَـقـل ]
في المساء.. دق باب المنزل.. قام محمد وفتح الباب.. فإذا بصاحبه وصديق عمره صالح.. كان محمد يعرف صالح منذ المرحلة الابتدائية إلى أن تفرقا بعد المرحلة الثانوية إلى كليات مختلفة.. تعانقا وتصافحا وسلما على بعضهما سلاما حارا.. فهما لم يلتقيا منذ أربع سنين.. وباختصار شديد.. كان صالح يريد خطبة (هاجر) أخت محمد.. أخذ محمد يثنى على صالح بناء على ما كان يعرفه عنه.. وحث والده وأخته على الموافقة.. وافق الوالد.. ووافقت هاجر.. اعتمادا منهم على رأي محمد.. تمت الخطبة.. وعقد القران.. وأقيمت وليمة العرس.. الآن : صالح زوجا لهاجر..! صالح مخاطبا زوجته هاجر : -سنقضي (شهر العسل) في (....) إنها من أجمل الدول الأوروبية.. - لا أرجوك..! قالتها هاجر بصوت مرتفع.. أجابها صالح : - أنا أخبرك فقط ! قالت هاجر : - بلادنا يا صالح تغني عن تلك البلاد..!! ضحك.. وسكت ! ركبت هاجر الطائرة مذعنة لقرار (زوجها).. وقلبها مع سجادتها التي نستها في غرفتها.. وروحها عند قدمي أمها.. ها هي الطائرة قد أقلعت.. وها هو صالح يجلس في الطائرة بجانب هاجر.. وهي متلفعة بعباءتها.. قابضة على مصحفها.. تتلو كتاب ربها.. وصالح بجانبها يطالع بعض الصحف وقد وضع سماعة الأذن على رأسه..!! أطفئت الأنوار.. أضاءت إشارة ربط أحزمة الأمان.. ها قد حان موعد الهبوط..
[ شهـر العسـل !! ]
تم الهبوط بنجاح.. فتعالت أصوات التصفيق وارتفعت نغمات الصفير.. واختلطت أصوات الرجال والنساء هاتفة لهذا الكابتن.. وهاجر تقول : - الحمد لله.. الحمد لله ! التفتت هاجر إلى الركاب حولها التفاتة سريعة.. فتساءلت مباشرة : - صالح.. هل نحن في طائرة غير التي ركبناها أول مرة؟! أجاب صالح بلا اكتراث : - لا ! قالت هاجر : أين الفتيات المتحجبات؟! ابتسم صالح ، وقال: - نحن لسنا هناك عند أمك.. نحن هنا في الغرب ! صدمت هاجر من هذا الكلام.. وسقطت على خدها دمعة ألم ! سكن صالح وهاجر في أرقى الفنادق.. وأكلوا ألذ المأكولات.. وفي عقل هاجر يدور ألف سؤال وسؤال.. وقد هاجرت هاجر بقلبها إلى مصدر أنسها.. ومنبع بهجتها.. ومكان لقاءها بصويحباتها.. دار تحفيظ القرآن.. هناك حيث تتلو كتاب الله وتعلمه البنات الصغيرات!
- أين اتجاه مكة ؟ هو أول ما سألت عنه هاجر حين وطئت أرض الفندق.. بعد فترة رجعا إلى مدينتهما.. وهاجر في شوق كبير إليها.. بعد أن ضاق صدرها في تلك البلاد.. فغلظة صالح وفظاظته وسوء خلقه.. صير من شهر (العسل) شهر (بصل) !!
[ هـاجـر أمـّـاً ]
مرت أشهر من زواج صالح وهاجر.. عاشت هاجر فيها حياة أقل مايقال عنها أنها غير سعيدة !! اعتادت هاجر على سماع الشتائم من صالح.. وصار صراخه نغمة تتردد على مسامعها يوميا.. وفي أحد الليالي اتصلت هاجر بأمها : - أمي.. أشعر بآلام غريبة في بطني! بادرتها أمها قائلة : - هل لك أن تصفي لي تلك الآلام ؟! أنصتت الأم لكلام ابنتها وهي تصف ما تشعر به.. ضحكت أمها وقالت : - لا تخافي يا هاجر.. أنت حامل ! فرحت هاجر كما فرحت أمها وفرح أبيها اللذان هما في شوق بالغ لقدوم أول حفيد لهما.. وأصبحا ينتظران ساعة الولادة على أحر من الجمر.. الساعات تمضي.. والأيام تتسارع.. والشهور تمر.. وفي أحد الليالي.. أحست هاجر بآلام شديدة في بطنها.. نظرت إلى الساعة فإذا هي تشير إلى الثانية عشر ليلا.. وصالح كعادته ليس في المنزل.. ازدادت الآلام.. اتصلت هاجر على صالح : ( عفوا.. إن الهاتف المطلوب لايمكن الاتصال به الآن فضلا أع. . . ) أغلقت هاجر السماعة واتصلت بمنزل أهلها.. أجاب أبيها.. أخبرته بسرعة وبصوت خافت : - أبي.. أشعر بآلام في بطني ! - حسنا حسنا.. أنا قادم.. دقائق وإذا بأبيها عند الباب.. انطلقا مباشرة إلى مستشفى الولادة الذي لا يعرف الأب سواه.. فلما وصلا إلى باب المستشفى.. نظر الأب إلى المستشفى وقال : - هاجر.. في هذا المستشفى أنجبتك أمك.. وها أنتي الآن ستنجبين لنا حفيدا بإذن الله!
مـولد البـطل ! ]
بمجرد ماسمعت هاجر بكاء طفلها يتردد بين جنبات المستشفى.. نست آلاما حملتها تسعة أشهر.. فلطالما كانت تفرح حين يتحرك جنينها في بطنها.. وها هي الآن تمسك بطفلها بين يديها.. قائلة : حمدا لك ربي وشكرا.. ! كانت الساعة حينها تشير إلى الثالثة والنصف.. وصالح لم يتصل.. فبادر الأب بالاتصال به.. وبعد دقائق تواجد صالح في المستشفى.. قبلة طبعها صالح على جبين طفله قائلا : هو (عمر) ..!! قال الطبيب -ذو اللحية الكثة- : مبروك يا أبا عمر.. عمر.. اسم جميل.. كفى به شرفا أنه علم على فاروق أمتنا وصاحب رسولنا صلى الله عليه وسلم.. ابتسم (أبو عمر) وقال : أوووه صحيح.. أعلم أعلم! باتت الأم في المستشفى.. حتى الصباح.. وفي الضحى جاء أبو عمر بسيارته الفارهة.. كي ينقلب بعمر وأمه إلى منزله الكائن في أرقى أحياء المدينة.. وفي السيارة.. قال أبو عمر بصوت غليظ وقد شابه فرح غامر: لطالما حلمت بأن أرى طفلا يحمل اسمي ويرفع رأسي !! كانت رائحة السجائر تنبعث من أبي عمر.. وأم عمر صامتة تنتظر الوصول للمنزل كي يسلم طفلها من هذه الرائحة الكريهة.. أم حنونة رقيقة.. وأب قاس فظ.. بينهما عاش عمر!
| |
|